الفحص العصبي
فحص الاعصاب: لتشخيص اضطرابات الجهاز العصبي وعلاقته بالصحة الجنسية
فحص الاعصاب هو إجراء سريري متكامل يهدف إلى تقييم سلامة ووظائف الجهاز العصبي بجميع مكوناته، بدءًا من الدماغ والحبل الشوكي وصولًا إلى الأعصاب الطرفية الدقيقة. يعتمد هذا الفحص على سلسلة من الاختبارات والملاحظات التي يقيم من خلالها الطبيب القدرات الذهنية والحسية والحركية، إضافة إلى المنعكسات العصبية والتوازن الحركي.
تنبع أهميته من دوره المحوري في التشخيص المبكر والدقيق لمجموعة واسعة من الاضطرابات، مثل الصداع النصفي، أمراض التصلب المتعدد، إصابات الحبل الشوكي، والاعتلالات العصبية الطرفية، فضلًا عن دوره في فهم أسباب بعض المشاكل الجنسية مثل ضعف الانتصاب.

أهمية فحص الاعصاب
يمثل فحص الأعصاب حجر الزاوية في الممارسة الطبية العصبية، إذ يتيح:
- تحديد موضع وشدة الإصابة العصبية بدقة.
- الكشف المبكر عن الأمراض قبل ظهور الأعراض أو قبل تطورها إلى مراحل متقدمة.
- متابعة تطور الحالات العصبية أثناء العلاج أو بعد العمليات الجراحية.
- التفريق بين الأسباب العصبية والنفسية للأعراض، وهو أمر حاسم في بعض الحالات المعقدة.


المكونات الأساسية لفحص الأعصاب
يُجرى الفحص على عدة محاور مترابطة، تغطي جميع وظائف الجهاز العصبي:
1. تقييم الحالة الذهنية والمعرفية
يتضمن اختبار:
- القدرة على التركيز والانتباه.
- الذاكرة قصيرة وطويلة المدى.
- التوجه الزمني والمكاني (معرفة الوقت والمكان والهوية).
- التفكير المجرد وحل المشكلات.
- مهارات اللغة والتواصل.
يستخدم الطبيب أسئلة عملية مثل تسمية الأشياء، إعادة تذكر قوائم، وحل مسائل حسابية بسيطة.
2. فحص الاعصاب القحفية (Cranial Nerves)
توجد 12 زوجًا من الأعصاب القحفية، لكل منها وظيفة محددة تشمل الرؤية، السمع، التذوق، حركة العين، وحركات الوجه.
يشمل الفحص:
- العصب البصري (Optic Nerve): تقييم حدة البصر ومجال الرؤية.
- العصب الدهليزي القوقعي (Vestibulocochlear Nerve): فحص السمع والتوازن.
- العصب الوجهي (Facial Nerve): ملاحظة تعابير الوجه، الابتسامة، وحركات الجبهة.
3. تقييم الأعصاب الحركية
تتحكم هذه الأعصاب في العضلات الإرادية. يشمل الفحص:
- قياس قوة العضلات (0 إلى 5 درجات).
- ملاحظة وجود تقلصات أو حركات غير إرادية.
- الكشف عن ضمور أو تضخم في العضلات.
- تقييم التوتر العضلي (زيادة، نقصان، تيبّس).
4. فحص الاعصاب الحسية
تقوم الأعصاب الحسية بنقل المعلومات من الجلد والمفاصل والأعضاء الداخلية إلى الدماغ. يتم اختبار:
- الإحساس باللمس الخفيف والضغط.
- الإحساس بالألم والحرارة.
- الإحساس بالاهتزاز ووضعية الأطراف.
يُستخدم في ذلك أدوات مثل شوكة رنانة أو إبرة خاصة لتحديد مستوى الإصابة بدقة، خصوصًا في حالات إصابات الحبل الشوكي.
5. فحص المنعكسات العصبية (Reflexes)
يُجرى باستخدام مطرقة المنعكسات لقياس الاستجابة العضلية التلقائية.
- زيادة المنعكسات قد تشير إلى إصابة دماغية أو إصابة في الحبل الشوكي.
- ضعف أو غياب المنعكسات قد يدل على تلف في الأعصاب الطرفية أو أمراض العضلات.
6. التوازن والمشية
يتم تقييم:
- طريقة المشي (المشية).
- التناسق بين الحركات.
- القدرة على الوقوف في أوضاع مختلفة مع غمض العينين (اختبار رومبرغ).
-
العلاقة بين فحص الاعصاب وضعف الانتصاب
كيف يؤثر الجهاز العصبي على الانتصاب؟
الانتصاب عملية عصبية-وعائية معقدة تبدأ بإشارات من الدماغ تنتقل عبر الحبل الشوكي والأعصاب الحوضية وصولًا إلى الأوعية الدموية في العضو الذكري. أي تلف في هذه المسارات قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب، مثل:
- إصابات الحبل الشوكي.
- الاعتلال العصبي السكري.
- السكتة الدماغية.
- تلف الأعصاب بعد جراحات الحوض أو البروستاتا.
دور فحص الأعصاب في تشخيص ضعف الانتصاب
يساعد على:
- الكشف عن فقدان الإحساس في الأعضاء التناسلية.
- تقييم المنعكسات العصبية الجنسية.
- تحديد إصابات الحبل الشوكي أو الدماغ.
- تشخيص الاعتلالات العصبية الطرفية.
حالات تستدعي فحص الأعصاب عند مرضى ضعف الانتصاب
- ضعف الانتصاب المفاجئ بعد إصابة أو حادث.
- ضعف الانتصاب مع تنميل أو ضعف في الأطراف.
- وجود تاريخ مرضي لاضطرابات عصبية.
- بعد جراحات الحوض أو البروستاتا.

متى يجب إجراء فحص الاعصاب؟
- عند ظهور أعراض عصبية غامضة.
- في حالات الشلل أو ضعف العضلات.
- عند فقدان الإحساس أو التنميل.
- في ضعف الانتصاب المصحوب بأعراض عصبية.
- بعد إصابات الرأس أو العمود الفقري.
الحركاتُ اللاإرادية
يمكن أن تتحرك العضلاتُ من دون أن يتعمَّد الشخص تحريكها (لا إراديًا).وفيما يلي أمثلةٌ على الحركات اللاإرادية:
الارتجافات أو التقلُّصات الحزمية Fasciculations هي نفضات عضلية صغيرة ودقيقة، قد تبدو كتموُّجاتٍ تحت الجلد.يمكن أن تشير الارتجافات إلى تضرُّر العصب في العضلة المصابة.
يشير الرَّمَع العضلي Myoclonus إلى الاهتزاز المفاجئ (تقلصات) في عضلة أو في مجموعة من العضلات، مثل عضلات اليد أو الذراع أو الساق،حيثُ تتحرك العضلات كما لو كان الشخص قد تعرَّض للتو لصدمةٍ كهربائية.يمكن أن يحدثَ الرَّمع العضلي بشكلٍ طبيعي، حيث يمكن أن يحدث خلال استغراق الشخص في النَّوم، أو قد يكون ناجمًا عن اضطراب يُصيبُ الحبل الشوكي أو الدماغ.
- العَرَّاتTics هي حركاتٌ لاإرادية بلا هدف ومكرّرة وغير إيقاعية، مثل طرف العينين أو هزَّة الرأس.كما تنطوي العَرَّاتُ غالبًا على أصواتٍ أو كلماتٍ غير إرادية ومفاجئة، ومتكررة غالبًا.
- الزَّفن الشِّقي Hemiballismus ينطوي عادةً على الاندفاع اللاإرادي المفاجئ لذراعٍ أو ساقٍ واحدة.
- يشير الرَّقَص Chorea إلى حركات لاإرادية مضطربة سريعة التي تبدأ في أحد أجزاء الجسم، وغالبًا ما تنتقل فجأة وبشكلٍ غير متوقع إلى جزء آخر.
- الكَنَع Athetosis يُشير إلى حركات لاإراديَّة ملتوية بطيئة ومستمرَّة.
- ويشير خللُ التوتّر العضلي إلى تقلصات عضلية لاإرادية طويلة الأمد (مُستديمة) قد تُجبر الأشخاص على اتِّخاذ وضعيَّاتٍ غير طبيعيَّة ومؤلمة في بعض الأحيان.
ويمكن أن تشير الحركاتُ اللاإرادية إلى وجود ضرر في مناطق الدماغ (العقد القاعديَّة basal ganglia) التي تتحكَّم في التناسق الحركي
تَوتُّرُ العضلات (المقوّية العضلية)
لتقييم توتّر العضلات، يطلب الأطباءُ من الشخص في البداية أن يُريح عضلات الطرف بشكلٍ كامل؛ثم يقوم الأطباءُ بتحريك طرف الشخص لمعرفة مدى مقاومة العضلة المسترخية بشكلٍ لاإرادي للحركة – ويُسمَّى ذلك توتّر العضلة.تشير طريقة ردَّة فعل العضلات عندَ تحريكها إلى الأسباب المحتملة، وفقًا لما يلي:
- تفاوت التوتّر في العضلة، الذي يزداد فجأة عند تحريك العضلات المسترخية (الشُنَاج): ربّما بسبب إصابة في الحبل الشوكي أو السكتة الدماغية
- زيادة توتر العضلة المتساوي: ربّما بسبب اضطراب في العقد القاعدية، مثل داء باركنسون Parkinson disease
- نقص شديد في توتر العضلات (رخاوة): ربما بسبب اضطراب في الأعصاب خارج الدماغ والحبل الشوكي (الأعصاب المحيطية)، مثل اعتلال الأعصاب المتعدد (اضطراب يُصيبُ عددًا من الأعصاب في أنحاء الجسم)
يمكن أن تستمرَّ الرَّخاوة لفترة قصيرة بعد حدوث الإصابة التي تُسبِّبُ الشلل، مثل إصابة الحبل الشوكي.عندَ حدوث الرخاوة بسبب هذا النوع من إصابة الحبل الشوكي، يزداد توتر العضلة تدريجيًا على الأغلب خلال أيام إلى أسابيع، ممّا يؤدي في النهاية إلى حدوث الشُنَاج spasticity.
وإذا كان الأشخاصُ خائفين أو مُشوَّشين في أثناء الفحص، فقد لا يتمكّنون من إرخاء العضلات.وفي مثل هذه الحالات، قد يختلف توترُ العضلة، ممَّا يجعل من الصعب على الأطباء تقييمها.
قوّة العضلات
يقوم الأطباءُ باختبار قوة العضلات من خلال الطلب من المريض الدفع أو السحب مقابل مقاومة أو القيام بمناورات تتطلّب قوة، مثل المشي على الكعبين وأطراف الأصابع أو الوقوف من بعد الجلوس على الكرسي؛ثم يقوم الأطباء بعد ذلك بتقدير قوة العضلات من خلال مقياس أو معدل يتراوح بين 0 (لا يوجد تقلص للعضلة) إلى 5 (القوة الكاملة).
يكون ضعفُ العضلات واضحًا في بعض الأحيان عندما يستخدم المريض أحد الطرفين أكثر من الآخر.فمثلًا، قد يلوح المريض أَيمَنِيُّ اليَد في الغالب بيده اليسرى في أثناء المحادثة.وقد يقلُّ تأرجحُ الذراع الضعيفة في أثناء المشي أو تنخفض إلى الأسفل عند إبقاء الذراعين مرفوعتين وإغلاق العينين.
يمكن لمعرفة أجزاء الجسم الضعيفة (نمط الضعف) أن يُساعدَ الأطباء على تحديد المشكلة، كما في الحالات التالية:
- الكتفان والوركان أضعف من اليدين والقدمين: قد يكون السببُ اضطرابًا يُصيبُ العضلات (اعتلال عضلي).يميل الاعتلال العضلي إلى إصابة العضلات الأكبر أوَّلاً.ويمكن أن يجد المرضى صعوبة في رفع ذراعهم لتمشيط شعرهم أو صعود السلالم أو الوقوف بعد الجلوس.
- تكون اليدان والقدمان أضعفَ من الكتفين والذراعين والفخذين: تنجم المشكلة غالبًا عن حدوث اعتلال الأعصاب المتعدِّدة polyneuropathy (خلل في وظيفة عدد من الأعصاب المحيطية في أنحاء الجسم).تميل اعتلالات الأعصاب المتعددة إلى إصابة أطول الأعصاب في البداية (الأعصاب التي تُعصِّبُ اليدين والقدمين).قد يعاني المرضى من ضُعف القبضة مع وجود مشكلة في الحركات الدقيقة للأصابع (البراعة).كما قد يواجهون صعوبة في تثبيت زر أو فتح دبوس المشبك أو ربط أحذيتهم.
- الضعف الذي يقتصر على جانب واحد من الجسم: يشتبه الأطباء في اضطراب يُصيبُ الجانب الآخر من الدماغ، مثل السكتة الدماغية.
- الضعف الذي يحدث دون مستوى معيّن للجسم: قد يكون السبب هو أحد اضطرابات الحبل الشوكي؛فمثلًا، إصابة جزء من النخاع الفقري في الصدر (العمود الفقري الصدري thoracic spine) تؤدي إلى حدوث شلل في الساقين فقط دون الذراعين.ويؤدي حدوثُ إصابة في الرقبة أو فوقها إلى شلل في الأطراف الأربعة.
كما قد يحدث ضعفُ العضلات بأشكالٍ أخرى، مثلما يلي:
- يقتصر حدوثُ الضُّعف على منطقة واحدة صغيرة نسبيًّا: يُشير هذا النوع من الضعف إلى تضرُّر أحد الأعصاب المحيطية أو عددٍ قليلٍ منها.وفي مثل هذه الحالات، قد يُؤدي الضُّعف إلى إضعاف البراعة أيضًا.
- يصبح الضعفُ واضحًا عندما تُصاب العضلات التي تُستخدَم دائمًا للقيام بنفس النشاط بهذا الضعف بشكلٍ أسرع من المعتاد؛فمثلًا، يشعر الأشخاصُ الذين يستخدمون المطرقة بالضَّعف بمجرَّد استعمالهم لها عدةً دقائق.ويمكن أن يُسبِّب الوهن العضلي الوبيل هذا النوع من الضُّعف
الأعصابُ الحِسِّيَّة
تحمل الأعصابُ الحسِّية معلومات من الجسم إلى الدماغ حولَ أشياء مثل اللمس والألم والحرارة والبرودة (درجة الحرارة) والاهتزاز ووضعية أجزاء الجسم وأشكال الأشياء.ويمكن اختبار كلٍّ من هذه الحواس.يمكن أن تشيرَ الأحاسيسُ الشاذة أو نقص إدراك الأحاسيس إلى ضررٍ في أحد الأعصاب الحسية أو في الحبل الشوكي أو أجزاء مُعيَّنة من الدماغ.
تُنقل المعلوماتُ من مناطق محددة من سطح الجسم تدعى قَطَّاعات جِلدِيّة dermatomes إلى موضعٍ معين (مستوى) في الحبل الشوكي، ثم إلى الدماغ.وبذلك، قد يتمكّن الأطباءُ من تحديد مستوى الضرر الذي يصيب الحبل الشوكي، من خلال تحديد المناطق التي يكون فيها الإحساس غير طبيعي أو مفقود.
الخلاصة
فحص الأعصاب ليس إجراءً روتينيًا بسيطًا، بل هو تقييم طبي شامل يكشف عن أدق المشكلات العصبية، بما في ذلك تلك التي قد تؤثر على الصحة الجنسية. التشخيص المبكر من خلال هذا الفحص يعزز فرص العلاج الناجح ويحافظ على جودة الحياة.
- هل الفحص العصبي مؤلم؟
- كم من الوقت يستغرق الفحص العصبي؟
- ماذا يحدث بعد الفحص العصبي؟
- هل يمكن للفحص العصبي تشخيص جميع المشاكل العصبية؟
- ما هي الاختبارات التكميلية التي قد يتطلبها الفحص العصبي؟
الفحص العصبي عادة غير مؤلم. قد يشعر المريض ببعض الانزعاج خلال بعض الاختبارات، ولكنها غالباً تكون بسيطة وسريعة.
يعتمد ذلك على الحالة الصحية للمريض والأعراض التي يعاني منها، ولكن الفحص العصبي الكامل قد يستغرق من 30 إلى 60 دقيقة.
بناءً على نتائج الفحص، قد يطلب الطبيب اختبارات إضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، التصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو اختبارات الدم. كما قد يوصي بخطة علاجية أو تحويلك إلى أخصائي آخر.
الفحص العصبي هو خطوة أولى مهمة في تشخيص المشاكل العصبية، ولكنه قد يحتاج إلى اختبارات إضافية لتحديد التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
يمكن أن تشمل الاختبارات التكميلية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، التصوير المقطعي المحوسب (CT)، تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، تخطيط كهربية العضل (EMG)، واختبارات الدم.
- Category
- تحاليل وفحوصات