عملية دوالي الخصية (بالإنجليزية: Varicocele Surgery أو Varicocelectomy) هي عملية جراحية يتم إجراؤها لإزالة الأوردة المتضخمة في كيس الصفن (الكيس الذي يحتوي على الخصيتين)، ويتم إجراء هذه العملية لاستعادة تدفق الدم المناسب إلى الأعضاء التناسلية.
وعندما تحدث دوالي الخصية (بالإنجليزية: Varicocele) في كيس الصفن، يمكن أن تمنع تدفق الدم إلى باقي الجهاز التناسلي. ولا توجد أي أدوية تعالج دوالي الخصية أو تتخلص منها، لذلك قد يوصي الطبيب بإجراء عملية دوالي الخصية التقليدية لإزالتها.
أنواع عملية دوالي الخصية؟
تصف عملية دوالي الخصية، المعروفة أيضاً باسم استئصال دوالي الخصية، 3 تقنيات جراحية مختلفة يتم إجراؤها عادةً في العيادات الخارجية، وقد يكون كل من الرجال والفتيان مرشحين للعلاج.
يهدف كل نوع من الجراحة إلى استعادة تدفق الدم الطبيعي إلى الخصية عن طريق سد أو قطع الأوردة المتضخمة. ومن خلال استعادة تدفق الدم الطبيعي، تصبح البيئة المحيطة بالخصية أيضاً أكثر ملاءمة لإنتاج هرمون التستوستيرون. تشمل خيارات عملية دوالي الخصية:
عملية دوالي الخصية بالميكروسكوب: عملية دوالي الخصية الميكروسكوبية هي عملية جراحية مفتوحة تقترب من الانسداد من خلال شق في الفخذ، ويتم إعادة توجيه تدفق الدم عندما يتم شد الأوردة غير الطبيعية أو تقييدها.
عملية دوالي الخصية بالمنظار: هو إجراء تنظيري شبيه بجراحة دوالي القيلة الدقيقة الذي يصل إلى الانسداد من خلال شق صغير أو عدة شقوق صغيرة في البطن.
الانصمام عن طريق الجلد أو عملية دوالي الخصية بالقسطرة: هو إجراء يتم فيه إدخال أنبوب ضيق من خلال وريد في الرقبة أو الفخذ إلى موقع أوردة الخصية داخل البطن. وباستخدام مواد كيميائية أو لفائف معدنية صغيرة، يتم سد الأوردة بحيث يمكن تحويل تدفق الدم إلى الأوردة الطبيعية.
للمزيد: طرق علاج دوالي الخصية
دواعي عملية دوالي الخصية؟
تحدث دوالي الخصية في حوالي 15% من الرجال البالغين و20% من الذكور المراهقين، ولا تسبب عادة أي إزعاج أو أعراض. وإذا كانت دوالي الخصية لا تسبب الألم أو عدم الراحة، فقد يقترح الطبيب تركها كما هي لتجنب مخاطر عملية دوالي الخصية جراحياً.
غالباً ما تظهر دوالي الخصية على الجانب الأيسر من كيس الصفن، ومن المرجح أن تكون دوالي الخصية على الجانب الأيمن ناتجة عن أورام. وفي حال حدوث دوالي الخصية على الجانب الأيمن، فقد يرغب الطبيب في إجراء عملية دوالي الخصية، وكذلك إزالة النمو.
كما تشمل دواعي إجراء عملية دوالي الخصية رغبة المريض في إنجاب طفل ولكنه يواجه مشكلة في الحمل. كما قد يرغب الطبيب أيضاً في إجراء العملية إذا كان المريض يعاني من أي آثار جانبية لنقص هرمون التستوستيرون، مثل زيادة الوزن وانخفاض الدافع الجنسي.
هل عملية دوالي الخصية خطيرة؟
كما هو الحال مع جميع العمليات الجراحية، تنطوي جراحة دوالي الخصية على مخاطر الإصابة والمضاعفات. وتشمل أبرز مخاطر عملية دوالي الخصية ومضاعفاتها ما يلي:
القيلة المائية (تراكم السوائل حول الخصيتين).عدوى مكان جرح عملية دوالي الخصية.
انثقاب الأوعية الدموية.
إصابة معوية (بشكل رئيسي مع استئصال دوالي القيلة بالمنظار).
خدر في كيس الصفن (ناجم عن إصابة عصبية).
التهاب الوريد الخثاري (تكوين جلطة دموية في الوريد).
تكرار حدوث دوالي الخصية.
هل عملية دوالي الخصية تسبب العقم؟
يعد تأثير عملية دوالي الخصية على الإنجاب أمراً مقلقاً بالنسبة للعديد من المرضى، والحقيقة أن عملية دوالي الخصية يمكن أن تساعد في زيادة الخصوبة عن طريق استعادة تدفق الدم إلى كيس الصفن. كما أن استعادة تدفق الدم يؤدي إلى علاقة إيجابية بين عملية دوالي الخصية وهرمون التستوستيرون؛ حيث أنه قد يؤدي إلى زيادة إنتاج الحيوانات المنوية والتستوستيرون وتحسين الانتصاب.
ويقوم الطبيب بإجراء تحليل السائل المنوي بعد وقبل عملية دوالي الخصية لمعرفة مدى تحسن الخصوبة، وغالباً ما يؤدي استئصال القيلة الدوالية إلى تحسن بنسبة 60-80% في نتائج تحليل السائل المنوي. كما تزداد نسبة حدوث الحمل بعد عملية دوالي الخصية من 20 إلى 60%.
كيفية إجراء عملية دوالي الخصية؟
استئصال القيلة الدوالية هو إجراء يتم عادة في العيادة الخارجية، ويمكن للمريض العودة إلى منزله في نفس اليوم. وقد يتساءل البعض هل عملية دوالي الخصية مؤلمة، والإجابة هي أن المريض لا يشعر بالألم أثناء العملية كونه يكون تحت التخدير. وتشمل خطوات عملية دوالي الخصية والتحضير لها ما يلي:
إخبار الطبيب في حال تناول أي أدوية أو مكملات، والتوقف عن تناول أي مميعات للدم، مثل الوارفارين أو الأسبرين، لتقليل خطر النزيف أثناء الجراحة.
اتباع تعليمات الطبيب بشأن الصيام، فقد لا يتمكن المريض من الأكل أو الشرب لمدة 8 إلى 12 ساعة قبل الجراحة (خاصة في حال كانت عملية دوالي الخصية تخدير كامل).
ارتداء ملابس العمليات، وتلقي البنج الموضعي أو الكامل.
بعد ذلك، تكون عملية دوالي الخصية بحسب التقنية التي سيتم إجراؤها فيها، كما يلي:
عملية دوالي الخصية الميكروسكوبية: يجري الجراح شقاً بطول سنتيمتر واحد فوق كيس الصفن. بعد ذلك، يقوم بربط الأوردة الصغيرة وإزالة دوالي الخصية. أما بخصوص عملية دوالي الخصية كم تستغرق، فإن هذا الإجراء عادةً ما يستغرق من ساعتين إلى 3 ساعات، ويمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
عملية دوالي الخصية بالمنظار: يقوم الجراح بإدخال الأنابيب عبر البطن، حيث يوجد عدد أقل من الأوردة التي يجب ربطها. ويستغرق هذا النوع من جراحة استئصال الدوالي من 30 إلى 40 دقيقة فقط، ويمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
الانصمام عن طريق الجلد: قبل إدخال القسطرة (إما من خلال الوريد الوداجي للرقبة أو الوريد الفخذي للساق)، يتم حقن صبغة تباين في مجرى الدم للمساعدة في تصوير الإجراء عبر تقنية الأشعة السينية في الوقت الحقيقي المعروفة باسم التنظير التألقي. وباستخدام إرشادات الفيديو، يتم إدخال القسطرة إلى موقع العلاج. وبمجرد تحويل مجرى الدم، تتم إزالة القسطرة وإغلاق الشق الصغير بشرائط لاصقة.
خطوات بعد عملية دوالي الخصية
نظراً لأنه يمكن للمريض العودة إلى المنزل بعد إجراء استئصال دوالي القيلة في نفس اليوم، فإن معظم الرجال قادرون على العودة إلى الوظائف ذات النشاط الضئيل في غضون أيام من الجراحة. وتستغرق مدة شفاء عملية دوالي الخصية من 2 إلى 3 أسابيع.
قد يحتاج المريض إلى مساعدة من شخص ما في المنزل لمساعدته على التعافي، ومن المهم اتباع تعليمات الطبيب عندما يتعلق الأمر بتناول الأدوية والعناية بجرح العملية.
وللمساعدة في زوال الألم بعد عملية دوالي الخصية، يمكن وضع كيس من الثلج على كيس الصفن على فترات 10 دقائق في اليومين الأولين، وهذا يساعد في تقليل التورم أيضاً.
كما قد ينصح الطبيب المريض أيضاً بما يلي:
تجنب ممارسة الجنس لمدة أسبوع أو أسبوعين.
تجنب غمر الجرح بالماء حتى يلتئم تماماً.
تجنب حمل الأثقال بعد عملية دوالي الخصية أو القيام بنشاط قوي.
تجنب الشد عند استخدام الحمام، وتناول ملين للبراز إذا لزم الأمر.
وينبغي الاتصال بالطبيب في حال حدوث أي من المضاعفات التالية بعد استئصال دوالي الخصية:
علامات العدوى بالقرب من الجرح.
حمى تزيد عن 38 درجة مئوية.
تورم أو ألم شديد بعد عملية دوالي الخصية.
ألم أو تورم في الساقين.
الغثيان والقيء المستمرين.
وختاماً، فإن عملية دوالي الخصية هي إجراء آمن يتمتع بفرصة كبيرة لتحسين الخصوبة وتقليل مضاعفات انسداد تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية.
وكما هو الحال مع أي عملية جراحية، هناك بعض المخاطر التي قد تنتج عنها، وقد لا يتمكن هذا الإجراء من استعادة الخصوبة بالكامل. ينبغي سؤال الطبيب هل عملية دوالي الخصية ضرورية، وما إذا كان سيكون لها أي تأثير على عدد الحيوانات المنوية أو جودة الحيوانات المنوية.